القائمة الرئيسية

الصفحات

الكسكس الجزائري ( الطعام )


الكسكس الجزائري ( الطعام )


ان الطبخ يعتبر حجر الزاوية في الحياة اليومية في العالم، لكونه يعكس التجارب الثقافية و الاجتماعية و حتى و البيئية للأشخاص، و هذا ما يسمى بالتقاليد و العادات المتباينة عند شعوب المعمورة. 

و لأن كل دولة تنفرد بعاداتها في المأكولات على إقليمها، و التي تسعى جاهدة إلى تقديم ما تملك من أنواع الطبخ اللذيذة التي تشتهر بها، و كذا الرقي بهذه الأطباق و مهارات الطهاة إلى المستوى العالمي. 

بهذا الصدد سنتطرق  على وجه الخصوص الطبخ العربي و المطبخ المغاربي على وجه الخصوص و بالتحديد المطبخ الجزائري، الذي يعتبر من أغنى و أشهى المطابخ العالمية نظراً لتنوعه بالقراءة يجعلنا نطيل الكتابة عنه...

إن من أهم الأطباق التي تشتهر بها الجزائر هو طبق  ( الكسكس )،حيث يعتبر و أقدس أكلة يعتمدها الجزائريون تقريباً في كل العطل الأسبوعية و كذا المناسبات الدينية و  الاجتماعية ( الأعراس و حفلات الختان، و التجمعات السعيدة... و حتى في ولائم العزاء. 

هذه الأكلة من الأطباق التقليدية الكثيرة التي تقوم بإعدادها النسوة عادة، كون هذا الطبق له تأثير إيجابي على نفسية متناوليه نظرا لطبيعة تقديمه حتى يؤكل بطريقة جماعية تحدث جوا مرحا بينهم. ..حيث يطلق عليه مصطلح (الطعام) في أغلب مناطق الوطن. 

و بالعودة إلى طريقة تحضيره و مكوناته، نجده غني جدا بالفوائد الغذائية لإحتواءه على العناصر الأساسية لإشباع الجسم بحاجياته اليومية، حيث أنه مزيج رائع ومغذي. .و يتم تحضيره بكمية لابأس بها من اللحوم الحمراء أو البيضاء  ( بروتينات) على حسب مقدور العائلة ،يطهى معه مجموعة من الخضار المنوعة الغنية بالفيتامينات و العناصر العالية الفائدة مثل:(البصل،البطاطا، الجزر، القرع، الكوسا...

و بالنسبة لأهم عنصر و ه  الكسكس نفسه، قديما كانت النساء هن من يقمن بإعداده خاصة في فصل الصيف، تجتمع النسوة لتتولى كل من هن مرحلة من مراحل إعداد الكسكس المتوالية...،حيث يتم وضع كمية من دقيق القمح و رشه بالقليل من الماء المملح و تحريكه بطريقة سلسة حتى الحصول على حبيبات من الكسكس و تمريره في عدة أنواع من الغرابيل لغرض الحصول على حبات متساوية، ثم بعد ذلك يتم طبخه على البخار لمرة واحدة. ..و يتم تجفيفه على  مستوى أسطح نظيفة و معقمة لتخزينه في أكياس من قماش محاكة خصيصاً لهذا الغرض، لضمان عدم تعفنه أو سوء تخزينه، مع توفير التهوئة  اللازمة له .

أما مؤخرا، و نظراً للطريقة التقليدية المتعبة في صنع الكسكس ارتاءت المصانع  لصنعه و تغليفه و حفظه في أكياس بلاستيكية خاصة ،و بيعه عل  مستوى المحلات و المتاجر..،إلا أن بعض النساء لازلن يفضلن الطريقة التقليدية في إعداد الكسكس في بيوتهن...

أما بالنسبة لطريقة تقديم هذا الطبق الراقي- و الذي يطهى في كل البيوت الجزائرية في كل وقت و حين و من دون مناسبة أيضا - مع شرائح من البصل و طبق من الفلفل الحار المشوي،و توجد بعض المناطق في الجزائر من تفضل تقديمه مع طبق جانبي من الفول الأخضر المطهو على البخار و ذلك بعد إضافة السمن البلدي العتيق له الذي يزيد من روعة الطبق لإحتواءه على ذوق مميز...

و لأن لكل مقام مقام يسعدنا أن نذكر لكم مثلا عن مدى حب و أهمية الكسكس في حياة الجزائريين و هو :(الطعام همة لو بالماء) .

و في المرة المقبلة سنقدم لكم الطريقة المفصلة لإعداد الطعام  (الكسكس ) على أصوله.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات