Social consciousress الوعي الاجتماعي
من خلال استقراء التاريخ نجد أن الثقافة وحدها ليست مقياس تقدم اي مجتمع ،والرفع من شأن أفراده ،انما هو الوعي الناضج الملم بجميع مجالات الحياة اقتصاديا ،سياسيا، علميا وأخلاقيات ، فكلما زاد وعي المجتمع زادت ثقافته في حين زيادة الثقافة لا يعني بالضرورة ازدياد الوعي، ويدعم هذا الطرح الموقف العلمي الذي يرى انه (لا يمكن الحديث عن التقدم والتطور دون التطرق إلى الوعي الاجتماعي باعتبار وعي البشر هو اساس الأحداث المجتمعية كلها ).
إن الأفكار التي يحملها البشر، قد تساهم في تطوير ونمو المجتمع، وقد تكون عائقا أمام هذا التطور ،فاكبر خطيئة يمكن للمرء أن يرتكبها هي تسليم عقله للآخر ليفكر ،ويقرر ،ويخطط نيابة عنه وربما يستعمله سلما ليرتقي من خلاله .
إن اي مجتمع بلا وعي حقيقي ماهو الا أرضية خصبة لكل فساد ،وانحلال ،ورجعية ،مجتمع ذو (قابلية للاستعمار ) .
واذا ما تأملنا تعريف الوعي الاجتماعي بوصفه إدراك الإنسان لذاته ولما يحيط به إدراكا مباشرا ،وكونه جزء من مجتمع مترابط مع الآخرين ،نجد أن هذا التعريف يرقى بالفرد باعتباره يعي حقيقة انه جزء من كل ،وانه يؤثر ويتأثر بالآخرين .
ولأنه لا يمكن لأي مجتمع أن يؤدي دوره ويتجاوز العقبات وينتصر على مشاكله ،الا بالوعي .فيقع على عاتق كل من الأسرة بالدرجة الأولى ،والمؤسسات التعليمية ، يليها الإعلام والنخبة مسؤولية صناعة الوعي المجتمعي وذلك من خلال كشف الزيف ،والتضليل وكل أساليب الالهاء ،التي يحرص المستفيدون من جهل ،وتبعية الشعوب على تطبيقها لصرف هذه الاخيرة عن قضاياها المهمة والمصيرية .
ولا تتحقق هذه الصناعة الا بالعناية بالفرد والاسرة عناية خاصة ومتكاملة ، وكذا التحسيس بأهمية التحرر من قيود الماضي ،التي تسيطر على الوعي ،و الانفتاح على الجميع وتقبل الآخر دون أحكام مسبقة أو خلفيات مضلة ، النقد البناء الواعي لكل مايطرح في الساحة ،وعدم التسليم بكل شيء .
تعليقات
إرسال تعليق